Description
هذا الكتاب محاولة من المؤلف لإحياء معارف القرآن وعلومه التي تعتبر مفاتيح الهداية في فهمه وتدبره، واستخراج كنوزه وأسراره، ومن ثم محاولة تجسيده في الواقع كمنهج ونظام شامل للحياة لا كمجرد كتاب للتلاوة وتحسين الصوت والتبرك بقراءته في المناسبات، وإن كان كل ذلك مطلوب بشأن القرآن. فإن الله سبحانه وتعالى أنزله ليكون منهجاً للعمل والتغيير والإصلاح إلي آخر الزمان (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة (105)
سماه مؤلفه (الأساس في علوم القرآن) تيمنا أن يكون اسما على مسماه فإن علوم القرآن هي أصل كل العلوم وأساسها الذي تبنى عليه ولا يستغني عن معرفتها وإدراكها عالم يريد فهم القرآن وتدبره بعناية فضلا عن تفسيره وبيان معناه بدراية. وقد حوى الكتاب ثمان وعشرين أساسا من علوم القرآن.
حوى الكتاب في بعض مباحثه وأسسه ردا على الشبهات التي أثارها الحداثيون الذين يتبنون ما عرف بالفكر الحداثي المعاصر، الذي يمثل الوجه الفكري والثقافي للفكر العلماني الليبرالي الغربي الحديث ، والذي يريد أن يجعل من العلمانية إلها يعبد من دون الله. فمن المعروف أن الحداثة المعاصرة في كل بلد عربي وإسلامي وإن تلونت بالعروبة والإسلام وتزينت بالوطنية والقومية فإنها تمثل امتدادا طبيعياً للحداثية الغربية الأوربية باعتبارها المنبع والمصدر الأصل.
وهدف الحداثة المعاصرة أنها تريد أن تجعل منهج الدراسات القرآنية والإسلامية كمنهج دراسة الظواهر الاجتماعية والبيولوجية والتأريخية، وذلك بقصد التعامل مع القرآن الكريم كسائر النصوص التراثية، وإزالة روح القداسة عنه بدعوى البحث العلمي الموضوعي المجرد. ولعل من أهم وأكبر القضايا التي أثاروها حول القرآن: القول بتاريخية القرآن والتشكيك في كيفية جمعه وترتيبه وأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه وغير ذلك من مسائل علوم القرآن..
Reviews
There are no reviews yet.